فكرة المنقذ في الشرائع السماوية(اليهودية انموذجاً)

الملخص

سادت فكرة المنقذ على الشرائع كافة وقد زخرت بها الديانات الوضعية منها او السماوية وسيطرة على قلوب وعقول أتباعها حتى غدت فكرة عالمية بكل ما للكلمة من معنى، وأصبحت حلم الإنسانية المشترك لأنها تقوم على أساس الأمل لدى الشعوب المقهورة والمضطهدة بوجود المنقذ (المخلص) والمصلح العالمي الذي ينشر العدل والرخاء بظهوره. تنطلق مشكلة البحث من فرضية أساسية مفادها إن العقيدة اليهودية أساسها يتمثل بإنتظار منقذ(مخلص) يؤدي الى إحداث تغييرات جذرية في حياة الفرد اليهودي وترتبط نفسياً بالمعاناة التي مر بها اليهود خلال فترات تاريخهم المختلفة نتيجة الاحتلال والسبي الذي تعرضوا له في فترات تاريخية معينة فعاشوا تحت أمل ظهور المنقذ من هذه الظروف، ثم تحولت فيما بعد من مجرد فكرة ورغبة في التحرر الى أحد الثوابت العقائدية التي تنادي بها تعاليمهم وطقوسهم رغبة في قدوم المنقذ الذي يملأ الأرض عدلاً بعد أن تُملأ ظلماً وجوراً. يقوم البحث على بيان ملامح فكرة الإنتظار في الديانة اليهودية بالإعتماد على ايراد النصوص المقدسة الواردة في العهد القديم(التوراة) ودراستها وإبراز الإشارات الى ظهور المنقذ(المخلص) الذي ورد في الفكر الديني اليهودي والذي دعمته أغلب اسفار العهد القديم كما سنوضح في متن البحث. اعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي بشكل أساسي وذلك بإيراد نصوص التوراة العبرية والعربية معاً والتي اشارت الى مفهوم المنقذ واهميته كفكرة ومدى رسوخها في نفسية الفرد اليهودي وتأثيراتها على مجتمعه وطقوسه وبيان مميزات هذا المخلص وصفاته واعتقاديه اليهود بظهوره. توصلت الباحثة الى حقيقة مدعمه بالنصوص المقدسة مفادها إن المخلص هي فكرة من صميم العقيدة اليهودية بل راسخة في نفسية كل فرد يهودي، وهذا الرسوخ مفاده جوانب نفسية نتيجة للخيبات والويلات التي تعرض لها اليهود على مستوى السبي او الحروب التي أدت الى شتاتهم.