الأنشطة الفقهية التفاعلية بين إكساب المهارات البحثية والتنمية المجتمعية

الملخص

 يُعدّ النشاط التفاعلي جزءًا مهمًا من البحث العلمي؛ حيث يُسهم في تحفيز الباحثين على إعداد البحوث العلمية، بالإضافة إلى تشكيل الهوية البحثية، ولما كانت البحوث الفقهية تُعنى ببيان حكم الشريعة الإسلامية بالنظر في أدلة الشرع؛ حيث ينظر الفقيه المجتهد في القضايا الظنية في القرآن والسنة وما تفرع عنهما من مصادر الاستدلال لاستنباط الحكم الشرعي، فإن الفقهاء القدامى قاموا بأنشطة تفاعلية عديدة لأجل ذلك، تبلورت في الحوار والنقاش في المحاضرات العلمية، والجلسات النقاشية، والمناظرات الفقهية، والقصص والحكايات، والألغاز الفقهية، كما ظهرت في قيام بعضهم بالرحلة، هذا بالإضافة إلى افتراض المسائل وتقليبها على وجوهها بغية التوصل إلى حكمها الشرعي، وتشجيع تلاميذهم على النظر الدقيق في النصوص، وعدم الوقوف عند التلقي. وقد تطورت الأنشطة التفاعلية مع دمج التقنيات الحديثة في التعليم إلى مصطلحات حديثة تقود إلى تحقيق الهدف ذاته، كالعصف الذهني، وإعداد العروض التقديمية، وصناعة مقاطع الفيديو، والألعاب الإلكترونية، وما صاحب ذلك من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، كما اقترنت الأنشطة التفاعلية بوسائل إيضاح، كالأشكال التوضيحية، والصور والفيديوهات التعليمية، بالإضافة إلى تدريس الطريقة الصحيحة لكتابة البحث العلمي مع اختلاف مناهجه. من هنا جاء هذا البحث ليسلط الضوء على الأنشطة التفاعلية عند الفقهاء القدامى، وبيان مدى أهميتها في إكساب المهارات البحثية، ومساهمتها الفاعلة في تنمية المجتمع.