إنكار العدالة وتحدياته في القانون الدولي

الملخص

قال نيلسون مانديلا: "العدالة هي أساس كل شيء، وبدون عدالة لا يمكن أن يكون هناك سلام، ولا يمكن أن يكون هناك تقدم." إنّ مفهوم العدالة-  كما عبّر عنه نيلسون مانديلا- هو أساس كل شيء ، ومع ذلك يُظهر الواقع أنّ هذا المفهوم يواجه العديد من التحديات لاسيما في سياق العَلاقات الدولية، فعلى الرغم من أنّ القانون الدولي في سعيه لتحقيق عالم أكثر عدلاً ونظاماً،  وضع مجموعةً من المعايير والأعراف التي تحكم سلوك الدول والأفراد في المجتمع الدولي، فإنّ ممارسات إنكار العدالة ما تزال تشكل تحدياً كبيراً لهذه المعايير وتهدد استقرار العلاقات الدولية. و يُعدّ "إنكار العدالة" مصطلحاً واسع الدلالات، فقد يصعب تحديده بشكل دقيق. إذ يضيّق بعض فقهاء القانون الدولي نطاقه، بينما يمنحه آخرون بُعداً أوسع، مما يؤدي إلى اختلاف في السلوكيات التي تُعدّ إنكاراً للعدالة، وهذا بدوره يجعل من تعريف المصطلح بدقة مهمةً معقدةً. تُعدّ هذه الصعوبة أحد الأسباب التي دفعتنا إلى البحث في هذا الموضوع، إلى جانب أسباب أخرى تتعلق بأهمية الموضوع من الناحيتين النظرية والتطبيقية، وقلة الأبحاث العربية التي تناولت موضوع إنكار العدالة على الرغم من أهميته، لذا في هذا البحث، سنتعمق في مفهوم إنكار العدالة في القانون الدولي، ونتناول التطورات الفقهية والأكاديمية التي ساهمت في بلورة هذا المفهوم، وسنستعرض الجذور التاريخية لإنكار العدالة في القانون الدولي، ونسلط الضوء على التحديات التي تواجهه في إطار اتفاقيات الاستثمار الدولية بوصفها مثالاً بارزاً على حالات إنكار العدالة في هذا المجال