الإنسان الهمجي في مقابل الحيوان العاقل في قصص القرآن الكريم

الملخص

: تتناول هذه الدراسة بعض قصص الإنسان والحيوان في القرآن الكريم التي اشتركا فيها معًا في السلوك بنوعيه الإيجابي والسلبي، وينصب التركيز على شخصية الإنسان الذي قام بسلوك غير عقلي/همجي، يقابله شخصية الحيوان الذي قام بفعل عقلاني/متحضر بما يخالف طبيعته الحيوانية بهدف تعديل سلوك الإنسان؛ مما يدل على تحضّر شخصية الحيوان ونضج وعيه، وبيان صور شخصية الإنسان الهمجي وصور شخصية الحيوان المتحضر، وإبراز العلاقة بينهما، مع رصد سلوك شخصيات الإنسان وشخصيات الحيوان كما صورتها تلك القصص، كما تبين الدراسة دور تلك العلاقة في تغيير سلوك الإنسان، ثم بيان ما انفردت به هذه الشخصيات الحيوانية عن شخصية الإنسان في سلوكهما، وكيف أصبحت أعلى درجة من الإنسان في العقل والفعل. وخلصت الدراسة إلى أن الإنسان قد يسقط إلى درك الحيوانية والهمجية عندما يقدم غرائزه وشهواته على عقله، فيخالف السنن التي فطر عليها، ويسعى في الأرض خرابًا، في حين قد يرقي الحيوان بسلوكه الإيجابي إلى درجة التحضر والإنسانية، فيكون أعلى درجة من الإنسان؛ وقيامه بدور المرشد والموجه الذي يثني الإنسان عن ممارسة السلوك السلبي، ويعدل مساره نحو الوجهة الإيجابية الصحيحة التي يفترض أن يكون عليها.